للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تجلب إلى الهند من جميع ما جاورها من بلاد الترك، وتقاد إليها العرّاب من البحرين وبلاد اليمن والعراق على أن في دواخل الهند خيلا عرابا كريمة الأحساب، يتغالى في أثمانها، ولكنها «١» قليلة، ومتى طال مكث الخيل بها انحلت، وأما البغال والحمر «٢» فما يعاب عندهم ركوبها، ولا يستحسن فقيه ولا ذو علم «٣» ركوب بغلة، فأما الحمار فإن ركوبه عندهم مذلة كبرى «٤» ، وعار عظيم، بل ركوب الكل الخيل، وأمّا الأثقال فخاصتهم يحمل على الخيل، وعامتهم يحمل على البقر، يحمل عليها الأكفاء، فيحمل عليها، وهي سريعة المشي، ممتدة الخطا.

وسألت الشيخ مبارك عن مدينة دهلى، وما هي عليه «٥» ، فحدثني أن دهلى مدائن جمعت مدينة، ولكل واحدة اسم معروف، وإنما دهلى واحدة منها، وقد صار يطلق على الجميع اسمها، وهي ممتدة طولا وعرضا، يكون دور عمرانها [١] أربعين ميلا، بناؤها بالحجر والآجر، وسقوفها بالأخشاب، وأرضها مفروشة بحجر أبيض شبيه بالرخام، ولا يبنى بها أكثر من طبقتين، وفي بعضها طبقة واحدة، ولا يفرش بالرخام إلا السلطان.

قال الشيخ أبو بكر بن الخلال: هذه دور دهلى [٢] العتيقة، فأما ما أضيف إليها فغير ذلك «٦» ، قال: وجملة ما يطلق عليه الآن اسم دلى () أحد وعشرون مدينة،


[١] دور عمرانها أي محيط عمراها، وليست جمع مفرد دار.
[٢] يقصد دهلي، ودلي هو النطق الصواب للكلمة لأن د هـ حرف واحد في الأردية، ودهلي أو دلي هي العاصمة وحاضرة الدول الإسلامية التي حكمت الهند.

<<  <  ج: ص:  >  >>