فلصق الجيش المنصور بالسور المقهور، فدنا وتدلى، ورأى الخصم عين القصم، فعبس وتولى، فكشفت الستور، وهتكت حجابه، وتبرج كل برج فحسر الزراقون لثامه، وأماطت النقابون نقابه، وطلعت على الأسوار المنيفة من الأعلام الشريفة كل راية صفراء فاقع لونها تسر الناظرين، وأيد الله الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين.
ومنه قوله:
فلم تر إلا شجرة قائمة على أصولها، وكروما خاوية العروش، وسقيط البلح المبثوث، وجبالا كالعهن المنفوش.
* ومن شعره قوله:[الرجز]
خذه إليك أدهما محجلا ... من يعل يوما متنه فقد نجا
يريك من تحجيله ولونه ... «طرة صبح تحت أذيال الدجى»
«١» ومنه قوله: [الخفيف]
من لقلبي من جور ظبي هواه ... لي شغل عن حاجر والعقيق
خصره تحت أحمر البند يحكي ... خنصرا فيه خاتم من عقيق
ومنه قوله:[الكامل]
جرح الفؤاد غداة جاء مجرحا ... ظبي من الأتراك معسول اللمى