للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى الحافظ [١] إنه وجد في كتاب أبي عبيدة بن المثنى المسمى بفضائل الفرس [٢] أن بنو آراسب الملك الكبراني بنى مدينة بابل، ومدينة صور ومدينة دمشق.

قال الحافظ [٣] : وبلغني من وجه آخر أنه لما رجع ذو القرنين من الشرق، وعمل السد بين أهل خراسان وبين يأجوج ومأجوج وسائر بريد المغرب، فلما بلغ الشام، وصعد على عقبه. دمر حتى عبر هذا الموضع الذي فيه اليوم مدينة دمشق، وكان هذا الوادي الذي فيه نهر دمشق غيضه أرز، قيل أن الأرزة وجدت في سنة ثلاث عشر وثلاثمائة من بقايا تلك الغيضة، فلما نظر ذو القرنين لماء تلك الغيطة وكان هذا الماء الذي هو في هذه الأنهار اليوم مفترق مجتمعا في واد واحد فأخذ ذو القرنين يفكر كيف يبنى فيه مدينة، وكان أكثر فكره فيه وتعجبه منه أنه نظر إلى جبل يدور ذلك الموضع وبالغيضة كلها، وكان له غلام يقال له دمشقش [٤] على جميع ملكه، وما نزل ذو القرنين من عقبة ومر سار حتى نزل في موضع القرية المعروفة ببلدا من دمشق على ثلاثة أميال، فأمر ذو القرنين أن يحفر له في ذلك الموضع حفيرة، ففعلوا ذلك، ثم أمر برد التراب الذي أخرج منها، فلما رد التراب لم تمتلأ [٥] الحفيرة، فقال لغلامه دمشقش ارحل فإني كنت


[١] لم يذكر ابن عساكر اسم الكتاب وإنما ذكر، مؤلف مسالك الأبصار، انظر: ابن عساكر ١/١٦.
[٢] كتاب فضائل الفرس لأبي عبيدة معمر بن المثنى البصري المتوفى ٢١٠ هـ (كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون للعالم الفاضل الأديب والمؤرخ الأديب مصطفى بن عبد الله الشهير بحاجي خليفة وبكاتب جلبي، بغداد مكتبة المثنى ٢/١٢٧٦) .
ابن عساكر وذو القرنين وبناء دمشق.
[٣] انظر: تاريخ ابن عساكر ١/١٦.
[٤] دمشق (ابن عساكر ١/١٦) .
[٥] وردت بالمخطوط تمتلء.

<<  <  ج: ص:  >  >>