للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتهلّلت سافرة مبرّاتها اللهم إلّا أن احتال له عذرا، وقال تلك درر لا ثمر يباع ويشرى، فإنّه لا يجد إلّا من يسلّم إليه ويدع الإنكار ويعترف بأنّه بحر يقذف اللؤلؤ ومن جداوله دوح تخرج الثمار، وممّا له من المختار قوله: [الكامل]

حاز الجمال بأسره فكأنّما ... قسمت محاسنه على الأشياء «١»

متبسّم عن لؤلؤ رطب حكى ... بردا تساقط من عقود سماء

تغني عن التفاح حمرة خدّه ... وتنوب ريقته عن الصّهباء

ويدير عينا في حديقة نرجس ... كسواد يأس في بياض رجاء

فامزج بمائك راح كأسك واسقني ... فلقد مزجت مدامعي بدمائي

وكأن مخنقة عليها جوهر ... ما بين نار ركّبت وهواء

ويظلّ صّباغ الحياء محكما ... في نقض حمرتها بأيدي الماء «٢»

وكأنّها وكأنّ حامل كأسها ... إذ قام يجلوها على النّدماء

شمس الضحى رقصت فنقّط وجهها ... بدر الدجى بكواكب الجوزاء

ومنه قوله: [الطويل]

أمغنى الهوى غالتك أيدي النوائب ... فأصبحت مغنى للصّبا والجنائب «٣»

١٥٦/أثاف كنقط الثاء في وسط دمنة ... ونؤي كدور النّون من خطّ كاتب «٤»

وليل كلبس الثاكلات لبسته ... مشارقه لا تهتدي لمغارب «٥»

بركب سقوا كأس الكرى فرؤوسهم ... موسّدة أعناقها بالمناكب

<<  <  ج: ص:  >  >>