وله نثر يروع حالية العذارى، وتغور منه الدرّاري غيارى، ويريك السامعين من الطرب سكارى، وما هم بسكارى ولكنّها نشوة استحسان، ونشأة روح وريحان.
منه قوله في خطبة الدمية «٢» ، وقد حمد الله وأثنى عليه، وانتهى إلى ذكر النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال حيث ساق الصلاة والتسليم إليه:
صلاة تكبو بالإضافة في حلبات نسيمها دخن الكباء «٣» ، وتسرّ باستعارة نفحات سميمها سرر الظباء وما نفجت «٤» السحب بذنابها ولألأت الفور «٥» بأذنابها، وأقول: إنّي لم أزل قلق التشوّق إلى التفكّه بثمار الأدب الغضّ، صادق الرغبة في أخذ الحظّ من راحه بالغبّ ومن تفّاحه بالعضّ، وارتفع عن مثاقفة المعلمين أمري، وكبر عن تقلّد طوقهم عمري، ثاقب العزيمة كما يلسن في الظلام شواظ النار، نافذ الصّريمة، كما طنّ في العظام ذباب البتّار مغرما بمطالعة الكتب. ألزمها العين شطرا فشطرا، وأكاد أقشرها بمحكّ النّظر سطرا فسطرا، وبلغني أنّ بعضا من جناة ثمرتي ورماة مدرتي «٦» ، يزعم أنّ عليّا قد أنجب به إزمان والديه، وليس كذا ولا ردّا عليه، ولكن ربّما أخلف وميض المزن الواعد، وكذب صلف «٧» تحت الغيم الراعد، وما عندي من هذه الصّناعة إلّا تكثير سوادها. وإن كنت