للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قراره للأذن مغيض، وذهن تطاير شرارا، وفنّ تناثر كواكب لا تعدم الهلال سرارا، وعني بجمع ديوان شعره العماد الأصفهاني الكاتب، وعلا به أشرف المراتب، ولأهل بلاد العجم فيه رغبة الضنين، وطربة الحنين، على أنّه ليست من تراب العجم طينته، ولا إلى أتراب فارس سكينته، وإنّما سكن بلاد فارس سلفه فغلب على نسبه العربيّ نسبته العجميّة حتى غطّى على نهاره سدفه.

قال العماد الكاتب في حقّه في الخريدة «١» :".... وهو وإن/ ٤٣٣/كان في العجم مولده فمن العرب محتده، سلفه الكريم من الأنصار لم يسمح بنظيره في سالف الأعصار، أوسيّ الأسّ خزرجّيه قسيّ النّطق إياديّه، فارسيّ القلم، وفارس ميدانه، وسلمان برهانه، من أبناء فارس نالوا العلم «٢» المتعلّق بالثريّا. جمع بين العذوبة والطيب في الريّ والريّا".

انتهى كلام العماد.

ومختاره الذي لا يثلم له غرار «٣» ، ولا يهدم له منار، قوله: [الكامل]

علق القضيب مع الكثيب بقدّه ... متجاذبين لحسنه وبهائه «٤»

حتى إذا خافا النزاع تراضيا ... للفصل بينهما بعقد قبائه «٥»

ذو غرّة كالنجّم يلمع نوره ... في ظلمة أخفته من رقبائه

أترعت في حجري غديرا للبكا ... فعسى يلوح خيالها في مائه

<<  <  ج: ص:  >  >>