وأنامل آثارهنّ كأنّها ... في الجرم آثار الحبيّ الصّيب
فانجح بهمتّك التي منظومها ... طوق الهلال وقرط أذن الكوكب
ظفر الذّ من المدام سقيتها ... مقطوبة من كفّ غير مقطّب
كفّ المقلّ تكون أرضا في الجدا ... وسماه تلك الأرض كفّ المترب
فحبائل الأشعار ليس بواقع ... فيهنّ إلّا كلّ باز أشهب
ومنه قوله: [الوافر]
وليس لوصل من يدعى فيأتي ... عذوبة وصل من يدعى فيابى
ألم تر أنّه للمجد شمس ... ويرضى أن تلقّبه شهابا
ومنه قوله: [البسيط]
قابلت بالشنب الأجفان مبتسما ... فطاح عن ناظريك السّحر منكوتا «١»
جسما من الماء مشروبا لأعيننا ... يضمّ قلبا من الأحجار منحوتا
ونشر ذكراك أذكى الطّيب رائحة ... ونور وجهك ردّ البدر مبهوتا
٤٦٧/فضحت بالغيد الغزلان ملتفتا ... ولم يكن عن حيال الأسد ملفوتا
عذرت طيفك في هجري وقلت له ... لو استطعت إلينا في الكرى جيتا
وفتية من كماة الترك ما تركت ... للرّعد كبّاتهم صوتا ولا صيتا «٢»
قوم إذا قوبلوا كانوا ملائكة ... حسنا وإن قوتلوا كانوا عفاريتا
مدّت إلى النّهب أيديهم وأعينهم ... وزادهم قلق الأخلاق تثبيتا
بدار قارون لو مرّوا على عجل ... لبات من فاقة لا يملك القوتا
حبل المنى مثل حبل الشمس متّصلا ... يرى وإن كان عند اللّمس مبتوتا