أما حضوره الشخصيّ في سياق الكتاب فيبدو محدودا لا يتعدى مواضع معدودة، قيّد فيها ما شاهده أو لمسه بنفسه في مصر، «١» والشام، «٢» والحجاز «٣» مما يتصل بموضوع الكتاب، إضافة إلى بعض المداخلات والتعليقات التي عبر عنها بقوله:" قلت"، ولعلّ العمريّ قد وجد في مصدريه السالفين (الخطيّ والشفهيّ) ما يحقق الغرض الذي من أجله شرع في تأليف موسوعته وهو معرفة ممالك الأرض، وأحوال كلّ مملكة في عصره، ومن بينها ممالك الإسلام في هذا الكتاب، خاصة وأنّ الأدوار الرفيعة التي شغلها في سلطنة الناصر محمد بن قلاوون (ت ٧٤١ هـ/ ١٣٤١ م) ومن بينها رئاسة ديوان الإنشاء، والدوادارية (ومنها قراءة البريد على السلطان) قد أتاحت له تكوين صورة وافية عن العالم الخارجيّ، كما هيأت له الاتصال بمصادر وقنوات إخبارية متعددة ومتنوعة.
ولقد سبق لكتابنا هذا أن ظهر في أجزاء متفرقة، وفي أزمان متباعدة، وعلى أيدي ناشرين مختلفين:
* فقد نشر أيمن فؤاد سيد الباب السابع الخاصّ بمملكة اليمن عن دار الاعتصام في القاهرة سنة ١٣٩٤ هـ/ ١٩٧٤ م.
وأعاد نشره مع الباب السادس (مملكة مصر والشام والحجاز) عن المعهد الفرنسيّ للآثار الشرقية في القاهرة سنة ١٩٨٥ م.
* ونشر مصطفى أبو ضيف أحمد الأبواب من (٨- ١٤) الخاصة بممالك المسلمين في