علّ النحيلة أن تجود بنظرة ... ولقد يجود بمائه الجلمود
(٧) إن كان موعدنا برامة غاله ... خلف فهذا موعد وزرود «٢»
ومنه قوله:«٣»[المتقارب]
إذا كان حظّ الفتى صاعدا ... فلا بأس بالأدب النّازل
أحذقا ورزقا لقد رمت ما ... يزيد على أمل الآمل
هما خلفان، فهذا المقي ... م يعقب من ذلك الرّاحل
وما غاية الفضل نظم القري ... ض ولكنّه نفثة الفاضل
واستدعاه بعض أصدقائه صبيحة ليلة، أكلت الشمس نجومها، وحدرت على صفحة السّماء غيومها، وقد أذابت كحل الليل دمعة الفجر، وتحرّك نهر النّهار، إلّا أنّه لم يجر، ثمّ دام عنده نهاره كلّه حتّى اعتلّ اليوم، واختلّ القوم، وقبض المساء روح الشّمس وهيّأ الغرب لميّت النّهار الرّمس، وأتت الليلة المقبلة بذكيّ شعلها، وتدبّر حللها، حتى آن لسيف الدّجى أن يستلّ من شعر العذّال الأشيب، ولثعلب الفجر على ممرّ حان أوّله يتوثّب. فلمّا أتّمهما عنده يوما وليلة، جمع طوق كلّ منهما وذيله. سأله في الانصراف، فأذن له على تلوّ عليه وتروّ أن يخرج من يديه. فلما خرج كتب إليه:[الخفيف]
أيّها الصّاحب الذي عزّ عندي ... إذ تحقّقت في المودة ميله
ليت شعري ماذا استطلت من ال ... وصل، وما كان غير يوم وليله