للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها أفنان قلمه. فلا تنشد له قصيدة إلا تناهب إنشادها من حضر، وتواثب إليها كلّ منهم وابتدر. فقلّ أن تميّز منشد له بإنشاد، أو برز منفردا بإيراد، لمسابقة الحضور له إلى أبياتها، مسارعة الجميع له إلى غاياتها، لسرعة انتشارها، وسعة اشتهارها، فجاء كلّه حلوا رقيقا، وصفوا رحيقا.

ومن مختاره المختال، وشجاره المعتال، قوله: [المتقارب]

دعوه فقد قيل إن الغرا ... م جنون وما كذب القائل

ولا تسلو حاضرا غائبا ... كفى مخبرا دمعه السائل

قفا بي ولو ساعة في العقي ... ق لنبكي على النّاحل النّاحل

يحاول من دمعه ناصرا ... على البين والنّاصر الخاذل

وقوله: [الطويل]

ألم تسأموا عذلي، دعوني والبكا ... ألام على فيض الدموع ألام

أسكّان نجد أين أيّام رامة ... إذ الورد من ماء الوصال جمام

صحا كلّ ذي سكر بكم غير شارب ... له النّجم خدن والدّموع مدام

سلوا غير طرفي إن سألتم عن الكرى ... فما لجفون العاشقين منام

وخلّوا زفيري يحد دمعي فكلّما ... تتابع برق استهلّ غمام

وقوله: [البسيط]

أضلّه وطريق الرّكب ملحوب ... وها أمامك حيث البان ملحوب «١»

عرّج وقف وقفة لوت الإزا ... ربه فما عليك به إثم ولا حوب «٢»

دع التجلّد وامدد للغرام يدا ... من غالب الشّوق أمسى وهو مغلوب

<<  <  ج: ص:  >  >>