بها أفنان قلمه. فلا تنشد له قصيدة إلا تناهب إنشادها من حضر، وتواثب إليها كلّ منهم وابتدر. فقلّ أن تميّز منشد له بإنشاد، أو برز منفردا بإيراد، لمسابقة الحضور له إلى أبياتها، مسارعة الجميع له إلى غاياتها، لسرعة انتشارها، وسعة اشتهارها، فجاء كلّه حلوا رقيقا، وصفوا رحيقا.
ومن مختاره المختال، وشجاره المعتال، قوله:[المتقارب]
دعوه فقد قيل إن الغرا ... م جنون وما كذب القائل
ولا تسلو حاضرا غائبا ... كفى مخبرا دمعه السائل
قفا بي ولو ساعة في العقي ... ق لنبكي على النّاحل النّاحل