ثراه، وغني عن منّة السّحاب ذراه، قد تشابه فيه (٨٢) الشّقيقان خدّا وزهرا، واقترن الباسمان «١» أقاحا وثغرا، وتغاير أخضراه آسا وعذارا، وأصفراه عاشقا وبهارا، فأيّ همّ لا تطرده أنهاره المطّردة، وفرح لا تجلبه أطيارها المغرّدة. ولمّا وصلنا إلى محلّها الذي هو مجتمع الأهواء، ومقرّ السّرّاء، ومقنص «٢» الظّباء، واستوطنّا وطنها الذي هو للظامي نهله، وللمستوفر عقله. [الطويل]
أجدّ لنا طيب المكان وحسنه ... منى فتمنّينا فكنت الأمانيا
وهذا مع إكثاره لا يبلغ اليسير من نعتها، وما يري آية من الحسن إلا هي أكبر من أختها.
ومن شعره قوله: [الكامل]
هذا فؤادي في يديك تذيبه ... غادرته عرض الهموم تصيبه
ما كان يبلغ من أذاه عدوّه ... ما قد بلغت به وأنت حبيبه
تهدي الشّفاء له وأنت نعيمه ... وتزيده مرضا وأنت طبيبه
وسرى النّسيم فهزّ عطف غرامه ... إذ كان من جهة الحبيب هبوبه
ومنه قوله: «٣» [المنسرح]
حياة وجدي ماء بوجنته ... ما كدّرت صفوه يد الكدر «٤»
إن يطل الفكر في توردّها ... فذاك والله موضع النّظر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute