المآكل فإنها دائمة (فيها) كغيرها من البلاد، والمعمولات من المآكل في أسواقها للبيع قليلة، بل من أراد شيئا عمله بنفسه.
فأما زيّ ملكهم وعامة الجند بها، فأقبية «١» إسلامية ضيقة الأكمام مزنّرة على اليد، ومناطق «٢» ، وتخافيف لانس «٣» ، ودلاكش، وهي أخفاف من القماش الحرير الأطلس والعتّابي «٤» وغير ذلك، ولقد وقعت وحشة بين هذا (الملك) المجاهد وبين بعض أمرائه، وهو عليّ بن عمر بن يوسف الشهابي، فجاء إلى مصر وأقام بها وهو بهذا الزيّ خلا الدّلكش، فإنه قلعه، ولبس الخفّ المعتاد، وهو يحضر الموكب السّلطانيّ بمصر على هذا الزيّ إلى الآن.
وحدثني الحكيم الفاضل صلاح الدين أبو عبد الله محمد بن البرهان «٥» ، وكان الملك المؤيّد [والد]«٦» سلطانها الآن قد طلبه من مصر، واستدعاه، وأعذب ماءه ومرعاه، وأقام لديه حينا من الدهر، بين جنات ونهر، متنقلا معه في ممالكه، متوقّلا «٧» على شرفات مالكه.