للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تميل غصون البان شوقا لقدّها ... فتنطق إشفاقا عليها المناطق

وينشقّ قلب للشقائق غيرة ... إذا حدّقت حينا إليها الحدائق

وقوله: [الكامل]

نقل الأراك بأنّ ريقة ثغره ... من قهوة مزجت بماء الكوثر

يا طيب ما نقل الأراك لأنّه ... يرويه نقلا عن صحاح الجوهر

حكى الفاضل أبو العبّاس بن العطّار، الكاتب، أنّ أخت الشيخ قطب الدين موسى بن القويني كانت مزوّجة في الرّحبة، فلمّا مات زوجها توجّه أخوها قطب الدين لإحضارها فأقام عندها لتقضي مدّة العدّة، ثمّ يحضرها، فكتب إليه الورن: [الكامل]

مولاي قطب الدين موسى دعوة ... من نازح يسلو قطيعة وصله

أتراك ما آنست نار تشوّقي ... يا من قضى أجلا وسار بأهله

قال: وكان بالبقاع قاض يلقّب شهاب الدين، وله ولد مليح اسمه موسى (١٧٠) فأتاه فقيه مشهور يحبّ الغلمان، وكان قد أطلّ شهر رمضان، فتلقّاه القاضي، وأنزله عند ابنه، فكتب إليه الورن: [السريع]

قل لشهاب الدين يا حاكما ... في سرعة الحبّ على الجار جار

آويت في ذا الشهر ضيفا يرى ... أنّ دبيب الليل مثل النهار

وهو فقيه أشعريّ الخصا ... يعلّم الصّبيان باب الظّهار

إياك إن لاحت له غفلة ... لفّ كبار البيت بعد الصّغار

قال: وكان بالبقاع وال من أهل الأدب، يعرف بابن درباس، واسمه عليّ، وكان ينظم الشّعر ويتوالى، والوزير بدمشق إذ ذاك بدر الدين جعفر بن الآمدي، وكان يتوالى أيضا. فاتّفق أنّه ولّى عنده بالبقاع كاتبا ممن سلم من التّشمير من

<<  <  ج: ص:  >  >>