قلت: وحدثني الشيخ شهاب الدين أبو جعفر أحمد بن غانم أنه في عوده من اليمن فارا من صاحب اليمن، نزل بحماهم، ونزح إلى كنف نعماهم، فألحقه إمامهم القائم بظلّه الظليل، وأتحفه بفضله الجزيل، وأرشفه على ظمأ زلالا، وأنصفه من الأيام منّة وأفضالا، ووصله بمال، وأوصله إلى أحسن مآل.
قال: وهو في منعة منيعة، وذروة رفيعة، دار ملكه صنعاء، ولرعاياه من حياطة الله به استرعاء.
قال: وهو بنفسه يؤمّ بهم ويخطب، ويركب في نحو ثلاثة آلاف فارس، وأما عسكره من الرّجّالة فخلق جمّ، وأمم تموج كاليمّ.
وحدثني الشيخ تاج الدين أبو محمد عبد الباقي بن عبد المجيد اليمنيّ عما هو عليه هذا الإمام في قومه من الأمر المطاع حتى لا يخرج أحد منهم له عن نص، ولا يشاركه فيما يتميز به ويختص مع القوة في مباينته لصاحب اليمن، لا يخافه ولا يرجوه، والإهمال له فلا يستجيب له ولا يدعوه، مع أنه لا يزال صاحب اليمن يرعى جانبه، ويعقد بينهما العقود، وتكتب الهدن، وتوثّق المواثيق، وتشترط الشّروط.
قلت:(٤٧٣) وقد أتى آت إلى الأبواب السلطانية الشريفة بمصر زعم أنه مرسل من حضرة هذا الإمام «١» ، وحدثني كثيرا من تفاصيل أحوالهم من التشدّد في الدين، وإقامة الحقّ والعمل والالتزام بموجبه، وأنّ الأئمة في هذا البيت أهل علم يتوارثه إمام عن إمام، وقائم بعد قائم، هذه جملة من أحوالهم ذكرناها.