كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار

شعراء العصر العباسى الثانى - ٥٤ - أحمد بن أبي المحاسن، يعقوب بن إبراهيم بن أبي نصر - ج: 16 - ص: 296

ومنه قوله: [البسيط]

قامت تنبهني وسنى الجفون وقد ... رقّ النسيم ونامت أعين الرقبا

والليل قد مدّ سترا من ذوائبها ... والصبح من خدّها قد لاح ملتهبا

واستغربت راحتاها الرّاح حين رأت ... بنانها بشعاع الكأس مختضبا

ضنّ الزمان بما قد جاد به ... وعادة منه لي استرجاع ما وهبا

(٢٠٦) ومنه قوله: [البسيط]

بناظري قمر اتبعته نظري ... مذ حلّ في خاطري قد زاد في خطري

تحت النقاب له بدر يقابله ... قد صار منزله في القلب كالقمر

ومنه قوله: [المتقارب]

أيا ناظري أنت سقت البلا ... لقلبي وذقت الهوى أوّلا

ويا قلب أبليتني بالغرام ... ومن ناظري كان أصل البلا

ومنه قوله: [الخفيف]

برزت في الكؤوس كالإبريز ... فأعادت مسرّتي بالبروز

قهوة فارسية من خبايا ... أردشير لبخله برويز

بنت كرم من عصر نعمان زفّت ... لابن ماء السماء غير نشوز

وجلاها زجاجها فأرانا ... جامد الماء ذائب الإبريز

وهي في حلّة السرور كميت ... تكتسي بالحباب حلية بوز

ارقني إنني أصبت بعين ... بالحميّا لا بالرّقى والحروز

أنا لا أرتوي بكأس وطاس ... فاسقنيها بالزّقّ والقطر ميز

اسقنيها حتى أموت بسكري ... وادع جمع القيان في تجهيزي

اسقنيها فالأرض تحكي عروسا ... تتجلّى في ملونات الخزوز