مات وترك صندوقين كبيرين مختومين فظنّ أنّ فيهما مالا ففتحا فلم يوجد فيهما سوى كتب من أئمة هذه الجهة، ونسخ أجوبة عنها، منها ما هو إليه ومنه، ومنها ما كان إلى قدماء آبائه وأسلافه ومنهم، فسألته: كيف كانت؟ وما الذي كان مضمونها؟ فقال: أما كيف فعلى (٤٧٦) نحو طريقة السّلف من فلان أمير المؤمنين وإمام الوقت إلى فلان أو لفلان، أما بعد، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، وأعلمك بكذا وكذا، وكذلك نسخ الأجوبة، ويبدأ باسم الإمام على عادة السّلف لا نقص فيها ولا زيادة سوى قوله وإمام الوقت، وأما مضمونها فيختلف، ومداره على استعلام الأخبار عامة، وأحوال الشيعة خاصة، والسؤال عن أناس منهم، وأنه قد ورد كتاب فلان، وأعيد جواب فلان عن أناس ما يعرف من هم بكنايات موضوعة، وفي بعضها حديث الخمس وذكر وصوله، أو التقاضي به.
قال: ورأيت في بعضها في هذا المعنى ما هذه عبارته وهي: ولا تؤخروا مدد من هنا من إخوانكم من المؤمنين في هذه البلاد الشّاسعة وهو حقّ الله فيه تزكية أموالكم ومدد إخوانكم من الضعفاء واتقوا الله، واسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً، يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً
«١» .
فسألته عما صنعوا بتلك الكتب، فقال: عرّفت الأمير أرغون «٢» نائب السلطان بها، فقال: اغسلوها فغسلت.