للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موقع الاستحسان، وأعطاه مالا جما، منه ما هو خاص بنفسه، ومنه ما هو معه لأبي سعيد على سبيل المهاداة، وكان جملة ما اتصل إليه منه ما هو لأبي سعيد «١» وما هو له ثمانمائة، تومان [١] التومان عشرة آلاف دينار رايجا، الدينار ستة دراهم، فيكون هذا المبلغ ثمانية آلاف ألف دينار رايجا، عنها ثمانية وأربعون ألف ألف درهم، فلما عاد بهذا المال الممدود، خشى أن يؤخذ في الأردو ومنه، ففرقه أقساما، وغيبه عن العيون، وكان أمير أحمد بن خواجه [٢] (المخطوط ص ٢٦) رشيد، وهو أخو الوزير قد وقع له أمر أقتضى إخراجه من الأردو، وروعى لمكان أخيه الوزير غياث الدين محمد، فكتب له بأن يكون أمير الايلكاه [٣] ، ومعنى هذا أنه يحكم حيث حل من المملكة حتى على حكامها، فصادف في طريقه هذا السيد عضد، فأخذ منه شيئا كثيرا، احتمل إنه عمل منه عدة حمول من أواني الذهب والفضة، ليقدمها إلى أبي سعيد والخواتين [٤] «٢» وأحسبه سبله له إلى العود إلى الأردو «٣» ، فعاجله الموت، ثم مات أبو سعيد، والسيد عضد، وتصرمت تلك الأيام، وذهب الذهب، ولم يغن أحدا ما كسب [٥] .


[١] تومان: هو رقم عشرة ويستخدمونه على أنه عشرة آلاف، ويعني قائد ألف في العصر المغولي ومن متحصلات الأمير قائد الألف بالتومان- والتومان الآن عملة في إيران تعادل عشرة ريالات (انظر: فرهنگ عميد ١/٢٣٤ فرهنگ رازي ١٧٩) .
[٢] وردت بالمخطوط خواجا.
[٣] أيلكاه: أيل كلمة تركية تعني قوم أو قبيلة وگاه لاحقة تفيد المكان، وايلگاه موطن القوم (فرهنگ عميد ١/٢٧٧) .
[٤] الخواتين جمع مفرده خاتون وهي زوجة وبنات الأمراء، اللفظ تركي مغولي يعني النساء ذوات النسب الرفيع (فرهنگ عميد ١/٨١٦) .
[٥] إشارة إلى قوله تعالى: ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ
[سورة المسد، الآية: ٢] .

<<  <  ج: ص:  >  >>