للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشرين نصفية لا يلبس مثله أحد، ويقف خلفه نحو ثلاثين [مملوكا] «١» من التّرك «٢» وغيرهم ممن يبتاع له من مصر بيد واحد منهم جتر حرير عليه قبة وطائر من ذهب، والطائر صفة [باز] «٣» ، يحمل على يساره، وأمراؤه جلوس حوله (و) من تحته [سماطان] «٤» يمينا ويسارا، ثم دونهم أعيان من فرسان عسكره جلوس، وبين يديه شخص يغني له وهو سيافه، وآخر سفير بينه وبين الناس يسمى الشاعر، وحولهم أناس بأيديهم طبول يدقون بها، وبين يديه أناس يرقصون (٤٩٩) وهو يتفرج عليهم ويضحك منهم وخلفه صنجقان منشوران، وقدّامه فرسان مشدودان محصلان لركوبه متى شاء، ومن عطس في مجلسه ضرب ضربا مؤلما، ولا يسامح [أحد] «٥» في هذا، وإنما إذا جاءت واحدا منهم عطسة انبطح على الأرض وعطس حتى لا يعلم به، وأما الملك فإنه إذا عطس ضرب الحاضرون بأيديهم على صدورهم.

ولباسهم عمائم بحنك مثل العرب، وقماشهم بياض من ثياب قطن يزرع عندهم، وينسج في نهاية الرّفع واللّطف يسمى الكميصيّا، ومنهم شبيه بزيّ المغاربة، جباب ودراريع بلا تفريج، وتلبس أبطالهم الفرسان أساور من ذهب، فمن زادت فروسيته لبس معها أطواقا، فإن زادت لبس معها خلاخل ذهب، وكلما زادت فروسية الفارس منهم لبسه الملك [سراويل] «٦» متسعا، وكلما زادت فروسية البطل منهم يزيد في كبر سراويله، وصفة سراويلاتهم ضيق أكمام الساقين وسعة السّرج، ويمتاز الملك في زيّة بأنه يرخي له عذبة من

<<  <  ج: ص:  >  >>