وقال ابن البيطار «١» : قوته قوة محرقة محرّقا كان أو غير محرّق، ومتى أحرق صار ألطف ما كان، والناس يستعملونه في حلق الشعر من طريق أنه يحرقه، وإن طال مكثه أحرق البدن أيضا. وقوته معفنة منضجة مفتحة منقية للصديد، يلذع لذعا شديدا، ويقلع اللحم الزائد في القروح، ويحلق الشعر. وقوة الزرنيخ الأحمر مثل قوة الأصفر، وإذا خلط بالراتينج أبرأ داء الثعلب، وإذا خلط بالزفت قلع الآثار البيض في الأظفار، وإذا خلط بالزيت ودهن به نفع من القمل، وإذا خلط بالشحم طلى الجراحات. ويوافق قروح الأنف وسائر القروح، وإذا خلط بدهن ورد، وافق البثور والبواسير النابتة في المقعدة. ويخلط بادرومالي «٢» ويسقى لمن في صدره قيح مجتمع فينتفع به، ويدّخن به مع الراتينج ويجتذب دخانه بإنبوبة من قصب في الفم للسعال المزمن، ويلعق بالعسل فيصفّي الصوت، ويخلط بالراتينج ويعمل منه حب ويسقى من به ربو وعسر نفس، فينتفع به.
ومنه صنف أبيض قاتل. والأصفر جيد للضرب بالعصا والسياط والخدوش، وإذا طلي به آثار الدم الميت أذهبها، وإذا سحق الزرنيخ الأصفر وجعل في اللبن لم تقع عليه ذبابة إلّا ماتت. والأحمر إذا طلي به تحت الإبط بعد أن يعجن بعصارة البنج الأخضر وينتف الشعر من الإبط لم ينبت فيه شعر أبدا.
والقيروطي المتخذ من الزرنيخ الأحمر نافع لقروح الفم والأنف والأكلة فيهما، وإذا خلط بوزنه من الجير قبل طفيه وعجنا بعسل أو بماء الصابون وأحرقا في أنبوب قصب نفع من الآكلة ومن حفر اللثة ومأكلها. وإذا خلط منه اليسير