للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسبب الطابع الذي تطبعه به المرأة الموكلة بالهيكل المنسوب إلى أنطامس «١» ، فإن هذه المرأة تأخذ هذا الطين بضرب من الإجلال والإكرام من غير ذبيحة، لكنها تقرّب قرابين توصلها «٢» إلى ذلك الموضع، ثم تأتي بما تأخذه من ذلك التراب إلى المدينة فتبله بالماء وتعمل منه طينا رقيقا، ولا تزال تضربه ضربا شديدا، ثم تدعه بعد ذلك، حتى يرسب، فإذا رسب صبّت ما فوقه من الماء، وتأخذ ما منه سمين لزج، وتترك ما [هو] حجري رملي مما لا ينتفع به. ثم إنها تجففه حتى يصير كالشمع اللين، وتجعله قطعا صغارا وتختمها بخاتم منقوش عليه صورة أنطامس، وتضعها في الظل حتى تجف، فيصير منها هذا الدواء المعروف عند جميع الأطباء بالخواتيم اللمنية، وهي «٣» خواتيم البحيرة، والطين المختوم للخاتم الذي يطبع به، وبالمغرة للونه؛ والفرق بينهما أنه لا يلطخ يد من [يقلبه و] «٤» يمسه كالمغرة.

وذلك التل المأخوذ منه التراب المذكور أحمر اللون، وليس فيه شجر ولا نبات ولا حجارة سوى التربة وحدها، وهي ثلاثة أصناف: أحدها هذا، ولا يقربه سوى تلك المرأة، والثاني المغرة وهي التي يستعملها النجارون في ضرب الخيط على الخشب، والثالث تراب أرض ذلك التل، وهو تراب يجلو، ويستعمله كثير ممن يغسل الكتان والثياب.

قال جالينوس «٥» : فلما قرأت كتاب ديسقوريدوس، وكتب غيره، ووجدت

<<  <  ج: ص:  >  >>