وينبغي أن يجتنب الطين أصحاب الأكباد الضعيفة المجاري، ومن يتولد الحصى في كلاهم، وهم أصحاب الأجساد النحيفة السمر أو الصفر أو الخضر.
وقال في مقالته في الطين: الطين النيسابوري خاصيته يشد «١» فم المعدة، وينفع من الغثى والهيضة، ومن يتقيأ «٢» طعامه دائما وهو رهل المعدة، ويكثر سيلان الريق من فمه في حال النوم، ومن به الشهوة الكلبية مع انطلاق الطبيعة.
قال «٣» : وقد خلصت به رجلا من هيضة صعبة شديدة، وكان قد أشرف منها لشدة القيء وتواتره على الهلاك، وبدأ به التشنج، ولم ينفع فيه دواء، بأن سحقت منه وتعمدت لموضع المقلو والسواد والملح وزن ثلاثين درهما «٤» فسقيته إياها ثلاث مرات، مرتين بماء التفاح المز «٥» ومرة بطبيخ السعد، فسكن عنه غثيه وكربه أسرع تسكين. وأعجب من ذلك أنه قوّاه وبسطه حتى كأنه قد غذّاه.
واعتمدت أيضا عليه في علاج الممعودين «٦» ، ولعلّ من يعتريه غثى وكرب عقيب طعامه، وأشرت على من يعتريه ذلك أن يتناول منه قليلا بعد طعامه، فكان يسكّن عنهم وخامة الطعام ورعدة المعدة والتّشوّف إما إلى القيء، وإما إلى نزول الطعام إلى أسفل البطن، لأنه يخصف المعدة ويشد أعاليها، حتى يجف بسرعة، ويبطل الغثى والكرب. وعالجت به أيضا قوما كانوا يتأذون كثيرا بكثرة سيلان اللعاب، وجماعة من أصحاب الشهوة الكلبية فبرءوا برءا تاما.