وقال في كتاب الأحجار «١» : إن الحجر- أعني العقيق- طبعه حار رطب، مائل إلى [لون] الدم، والمختار منه ما كان أحمر شديد الحمرة، أو أصفر معرق بحمرة لون غسالة اللحم، شرق اللون، ليس فيه كدورة ولا نكتة، صقل الوجه.
وأصنافه ثلاثة وهو نوع واحد، أحمر وأصفر وأسود. ولهذا الحجر أشباه كثيرة تقارب لونه وجسمه، ولكن ليس تبلغ مبلغه، والفرق بينه وبين أشباهه أن هذا الحجر في جسده شعرة ملتفة كشعرة العود، وإن دخل إلى النار خرج أبيض، ومتى نثر على الجراح التي تنزف الدم قطعه، ويزداد في النار حسنا حتى يبيض.
وإن ألقي إلى الوزن كان خفيف الوزن، وسائر الأحجار ليست كذلك، ولا تفعل كذلك.
ويؤتى بهذا الحجر من بلاد رومية واليمن وحضرموت. وخاصيته أن لابسه تسكن حدة غضبه منه، ويكون سليم الصدر، غير حنق ولا غضوب عند الخصام، هادئ الروع.
أما الذي منه على غسالة اللحم، وفيه خطوط بيض خفيفة «٢» فلابسه ينقطع عنه نزف الدم والرعاف وسيل الجراح، وأي امرأة لبسته انقطع طمثها. ومن دلك أسنانه بسحالته نفع حفرها، وجلا صداها، ومنع خروج الدم من أصولها. ومن لبس من أصفره حجرا، أكان امرأة أو صبيا أو رجلا، كان محفوظا. ومن سحل منه شيئا وألقاه في دهن زئبق، مع شيء من مسك وشيء من كافور قد سم «٣» ، ثم أدهن به، ودخل على سلطان، كان له قبول بليغ، ولا يراه أحد إلا أحبه الحب الشديد وهابه.