قال: وقد يكون في بلاد صقلية رطوبة تطفو على مياه العيون، يستعملها الناس في السراج عوض الزيت، ويسمونه دهنا صقليا، ويغلطون في ذلك، إنما هو نوع من القفر الرطب «١» ، ويدعى سطالاطس «٢» .
وقال جالينوس في الحادية عشرة: القفر اليهودي هو أحد الأنواع المتولدة في ماء البحر وغيره، وكذلك صار يوجد طافيا على مياه الحمامات «٣» وما دام فوق الماء، فهو رطب سيّال، ثم إنه يجف بعد ذلك حتى يصير أصلب من الزفت اليابس، وقد يتولد منه مقدار كثير جدا في البحيرة المنتنة بغور الشام.
وقوته تجفف وتسخن في الثانية، ولذلك يستعمله الأطباء في إلزاقات الجراحات الطرية بدمها، وفي سائر ما يحتاج إلى التجفيف مع الإسخان اليسير.
(١٦٧) وقال حنين «٤» : قفر اليهود، وهو الخمر، وهو أرفع ما يكون من المومياء. إذا كان خالصا نفع بإذن الله من رضاض «٥» اللحم، ومن الكسر إذا ضمد به من خارج، ويغلى بالزيت الخالص، ويسقى للمرضوض اللحم، ويؤخذ المشاقة «٦» وشيء منه، ويوضع عليه من خارج فيبرأ.
وقال ديسقوريدوس: ولكل قفر قوة مانعة من تورم الجراحات، ملزقة للشعر النابت في الجفون، ملّينة محلّلة، وإذا احتمل أو اشتم أو تدخن به كان صالحا