للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرمزي، والفرق بينه وبين أشباهه، أن المرجان له رائحة كرائحة حشيش البحر زهمة زفرة، وأغصان مثل أغصان الشجر ونباته.

قال أرسطو: إذا كلّس عقد الزئبق. يستخرج من موضع يسمى مرسى الحرز، وهو بقرب ساحل مدينة أفريقية، يجتمع البحار بها، ويستأجرون الغواصين لاستخراج المرجان من قلع البحر؛ وليس في ذلك الموضع على مستخرجه ضريبة ولا للسلطان فيه حصّة، فيتخذ الغواص صليبا من خشب طوله نحو ذراع، ويشد فيه حجرا، ويبعد عن الساحل نصف فرسخ، ويرسل الصليب إلى القعر، ثم يمر بالصليب وفيه معلق ركوة يمينا وشمالا، ليعلق المرجان بدوالب الصليب، ثم يقلعه بقوة ويرقيه، فيخرج وقد تعلق بالصليب جسم مشجّر أغبر اللون، فإذا حك (١٨٠) زال عنه الغبرة، وخرج أحمر اللون.

وقيل: إن الغواصين ينزلون إليه ويستخرجونه، وفي بحر الطور منه شيء ولكن ليس بنافع.

قال في كتاب الأحجار: إذا سحل منه شيء، وذرّ على موضع نزف الدم قطعه. ومن سحقه وأذابه بدهن بلسان «١» ، وقطّر منه في أذن مسحور أفاق وبرئ بإذن الله. ومتى علق على مولود كان له وقاية من العين والنظرة. وهو يزيل الصّمم من الأذن، ويحفظ الأطفال من أرواح السوء. ومن استنّ بسحالته نفعه من نزف الدم والحفر في أسنانه وأوجاع اللثة. وإن سقي منه إنسان قطع نزف الدم، وإن اكتحل به جلا الغشاوة المتولدة من البخار، وجلا البياض العارض في العين. ومن شرب منه وزن درهم بماء بارد نفع من نفث الدم من الصدر، ومن لطخ بسحيقه داء الثعلب «٢» أبرأه، ومن شرب منه نصف مثقال بماء، من أي

<<  <  ج: ص:  >  >>