وقوة الموميا مثل قوة الزّفت والقفر إذا خلط. قال ابن البيطار: الموميا يقال على هذا الدواء المقدم ذكره، وعلى الدواء المعروف بقفر (١٩٥) اليهود، وعلى الموميا القبوري «١» ، وهي موجودة بمصر كثيرا، وهو خلط كانت الروم قديما تلطخ به موتاهم حتى تحفظ أجسادها بحالها لا تتغير. ويقال على حجارة تكون بصنعاء اليمن، وهي حجارة سود، وفيها أدنى تجويف، وهي [إلى]«٢» الخفة ما هي، تكسر فيوجد في ذلك التجويف شيء سيال أسود، وتقلى هذه الحجارة إذا كسرت في الزيت فتقذف جميع ما فيها من الرطوبة السيالة. وأكثر «٣» ما يوجد منها متوفرة إذا كانت السنة عندهم كثيرة المطر، وهذه جميعها تجبر الكسر، وهي مجربة في ذلك.
وقال الرازي في الحاوي: حكى لي بعض الأطباء عن منافع الموميا، قال: هو نافع للصداع البلغمي والبارد من غير مادة، والشقيقة والفالج واللقوة والصرع والدوار، يسعط لهذه العلل بحبة منه بماء مرزنجوش. ولوجع الأذن تذيب منه حبة بدهن ياسمين ويقطر فيها. ولوجع الحلق يذاف منه قيراط بربّ التوت أو بطبيخ العدس والشونيز «٤» . ولسيلان القيح من الأذن يذاب شعيرة بدهن ورد وماء حصرم، ويجعل فيها فتيلة. ولثقل اللسان يذيب «٥» منه قيراط بماء قد طبخ فيه صعتر فارسي «٦» ، وللسعال بماء عناب، أو بماء الشعير وسبستان «٧» ، ويسقى