الزئبق في أوان متخذة من الزجاج والرصاص والآنك والفضة، (٢٠٦) فإنه إن أوعي في أوان غير هذه الجواهر، أكلها وأفناها.
وقال جالينوس: لم أجرّبه أنه يقتل إذا شرب أم لا، ولا ما الذي «١» يفعل إذا وضع من خارج البدن.
وقال الرازي: الزئبق بارد مائي غليظ، فيه حدة وقبض، ويدل على ذلك جمعه للأجساد، وأنه يصلح ريحه، فإذا صعّد استحال فصار حارا حريفا محللا مقطعا، والدليل على ذلك إذهابه للجرب والقمل.
وقال ماسرجويه: تراب الزئبق ينفع من الجرب والحكة، إذا طلي عليها مع الخل.
وقال أرسطاطاليس: تراب الزئبق يقتل الفأر إذا عجن له في شيء من طعامه.
ودخان الزئبق يحدث أسقاما رديئة مثل الفالج ورعدة الأعضاء وذهاب السمع والعقل والغشاوة وصفرة اللون والرعشة وتشبيك الأعضاء وبخر الفم ويبس الدماغ. والموضع الذي يرتفع فيه دخانه تهرب منه الهوام، من الحيات والعقارب، وما أقام منه قتلها. والزئبق له خصوصية في قتل القمل والقردان المتعلقة بالحيوان.
وقال بلوس: أما الزئبق فقلّما يستعمل في أمور الطب لأنه من الأشياء القتّالة. ومن الناس من يحرقه حتى يصير كالرماد، ويخلط [هـ] مع أنواع أخر، ويسقيه أصحاب القولنج وأصحاب العلّة التي تسمى إبلاوس «٢» .
وقال ديسقوريدوس: وإذا شرب قتل بثقله، لأنه يأكل ما يلقاه من الأعضاء