نفع من نوعي الجرب الرطب واليابس، ومن الحكة، منفعة بالغة. وإذا خلط بالطفل «١» وحل بالخل، أو بحماض الأترج، وطلي على السعفة العتيقة «٢» حللها «٣» وأدملها، إذا واظب عليها، وإذا عجن بالحناء، أو بسائر أدوية القوابي، جلاها وأذهبها؛ وكذلك إذا خلط بعصارة ورق المر، ثم فعل ذلك فعلا قويا، وإذا خلط بالقطران نفع من القروح الوسخة جدا والمترهلة [والأواكل]«٤» ، وإذا خلط بالعاقر قرحا وعجنا بعسل، ثم حل بالخل، وطليت به القروح المتولدة في أجسام بدت بها العلة الكبرى، وفي قروح تشبه القوابي [خشنة]«٥» يخدر بها الجلد، ويذهب حسه «٦» ، نفع منها منفعة عجيبة.
وأما القفر «٧» ، فقد ذكرنا فيما تقدم ما فيه كفاية، وذكرنا أن منه ما ينبع في بعض الجبال، ومنه ما ينبع في الماء، فيفور مع الماء الحار في العين، ويطفو كالدهن، فما دام مع الماء يكون لينا، فإذا فارق الماء وجف فيغرف بالقفاف ويطرح على الأرض، ثم يطرح في القدر، ويطرح عليه من الرمل مقدار معلوم ليختلط به، كما ذكر، ويحركونه تحريكا شديدا (٢١١) متداركا، فإذا بلغ حد استحكامه «٨» ، صب على وجه الأرض قطعا، فيجمد وتقيّر به السفن والحمّامات.