قد كان في الموت له راحة ... والموت حتم في رقاب العباد
رواها له ابن مسكويه، وقد رويت لغيره، ولمّا أتاه جيش المنصور تقدمه عيسى بن موسى «١» ، خندق عليه الخندق النبوي، وكان يبرز ويرتجز، وهو يقول:
[الرجز]
لا عار في الغلب على الغلّاب ... والليث لا يخشى من الذئاب
فلما رأى تضاؤل أمره أقال الناس بيعته، وكسر ذا الفقار «٢» وكان قد صار إليه، وأحرق الكتب التي كانت ترد عليه بالبيعة خوفا عليه من المنصور، ثم قاتل حتى غدا حجار الزيت، وحزّ رأسه وحمل إلى المنصور، وقال المنصور لإسحاق بن منصور العقيلي، وكان ذا تجريب لا يكهم «٣» ، وتدريب له يلهم: أشر عليّ في خارجي خرج عليّ؟ قال: صف لي الرجل؟ فقال: رجل من ولد فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذو علم وزهد وورع، قال: من تبعه؟ قال: ولد علي، وجعفر، وعقيل، وعمر بن الخطاب، والزبير بن العوام، وسائر قريش، وأولاد الأنصار، فقال: صف لي البلاد التي خرج فيها، فقال: بلد