للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد تهيأ لهذا السلطان القائم بها الآن ما لا تهيأ لأحد قبله من ملوك هذه المملكة من النصر والاستظهار وفتوح الممالك، وهدم قواعد الكفار، وحل عقد السحرة، وإبطال ما كانت تتعلل به الهنود من الصور والتماثيل، ولم يبق إلا ما هو داخل البحار من القليل الشاذر والناذر «١» [١] الذي لا حكم له، (ولا معلم لهم عهد هذا السلطات حتى يستكمله، ويغسل بالسيف ما بقي (المخطوط ص ٣١) منه) «٢» ، فتضوعت أندية الهند من ذكره بأطيب من طيبها، وتحلى زمانه بها بأعلى قيمة من جواهرها، وهو اليوم جامع ذويل تلك الأقطار، وماسك نطاق البراري والبحار، وإذا قيل اليوم «٣» سلطان الهند لا يطلق على سواه، ولا يصح هذا الاسم الكريم إلا على مسماه.

قال الشبلي: وحقيق على مسلم أن يدعو للسلطان هذا في الله جهاده، وذلك معروفه، وتلك سجاياه.

وحكى لي محمد الخجندي: إن لهذا السلطان في كل أسبوع يوما عاما يجلس فيه للناس جلوسا عاما، وهو يوم الثلاثاء «٤» ، يجلس في ساحة عظيمة متسعة إلى غاية يضرب له فيها جتر [٢] كبير سلطاني، يجلس في صدره على تخت [٣] عال مصفح بالذهب مرصع بالجواهر، ويقف أرباب الدولة حوله يمينا ويسارا وخلفه


[١] الشاذر والناذر: الشاذر من شذر وتشذر القوم أي تفرقوا- من نذر ونذروا الجيش جعلوه نذيرة أي طليعة ونذر نذرا به: علمه فحذره (انظر المنجد ٣٧٩- ٨٠٠ الشوزر الملحق- قميص دون كمين.
[٢] المظلة التي ترفع على رأس السلطان.
[٣] كرسي الحكم- عرش.

<<  <  ج: ص:  >  >>