للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرى خلل الرماد وميض جمر ... ويوشك أن يكون له ضرام

فإن النار بالعودين تذكى ... وإن الحرب أولها الكلام

فإن لم يطفها عقلاء قوم ... يكون وقودها جثث وهام

أقول من التعجب ليت شعري ... أأيقاظ أميّة أم نيام

فإن لم يطفئوها تجن حربا ... مثمرة يشيب لها الغلام [ص ٩٥]

فلم يفد هذا بني أمية تيقظا ولا هاج لهم حفيظة ولا تحفظا، ثم إن أبا مسلم جهّز مالكا الخزاعي للقاء نصر بن سيّار «١» ، فسار في عدة قليلة، والنصر يقدمه، والسعود تخدمه، فالتقوا قريب سمرقند «٢» ، فما كان إلا أن تراءى الجمعان، فولّى جيش ابن سيار الأدبار قتلا ذريعا، وأخذ قائد الجيش أسيرا، وحمل إلى الخزاعي، فحمل إلى أبي مسلم، فمنّ عليه وأعاده إلى ابن سيار مكرما، فجعل يتحدث بمحاسن أبي مسلم، فمال إليه أكثر الناس، ثم خرج على ابن سيار رجل بكرمان، وكان سببا لتمام أمر [أبي] مسلم، لأنه اشتغل به عنه، فكتب يستمد مروان، فكتب إليه: إن حاجتنا بأهل الشام، فاكتف «٣» بما

<<  <  ج: ص:  >  >>