وذكر عنه أنه كان في مجلس من أعلا باب خراسان إذ جاء سهم عائر «١» فسقط بين يديه، فذعر وجعل يقلبه، فاذا بين الريشتين مكتوب:
[الوافر]
أتطمع في الحياة إلى المعاد ... وتحسب أنّ مالك من نفاد
ستسأل عن ذنوبك والخطايا ... وتسأل بعد ذاك عن العباد
ثم قرأ عند الريشة الثانية:
[البسيط]
أحسنت ظنّك بالأيام إذ حسنت ... ولم تخف سوء ما يأتي به القدر
وسالمتك الليالي فاغتررت بها ... وعند صفو الليالي يحدث الكدر
ثم قرأ عند الريشة الثالثة:
[البسيط]
هي المقادير تجري في أعنّتها ... فاصبر فليس لها صبر على حال
يوما تريك خسيس الناس ترفعه ... إلى السماء ويوما تخفض العالي
وإذا على جنب السهم: رجل من همدان مظلوم في حبسك، فبعث من فوره، ففتش عليه، فوجده، فأنصفه وأزال ظلامته، ولما رأى ما رأى من العجائب المنذرة بهلاكه، قال لحاجبه الربيع: إني أتخوف على هذا الأمر، قال له: من يا أمير المؤمنين؟ تعني عيسى بن موسى «٢» وهو معك بالحضرة، فأمرني فيه بأمرك حتى أنفذه، فقال: كلا يا ربيع، رجل ما أعطى الله عهدا إلا وفى به،