بالشناعة، فقد شكا في هذه المدة لعدم الحمل كمندانه «١» وقعوده وقد برز إلى البر جماعة أخدانه، وهو الآن مما طحنوه مثل هشيم المحتضر، وقوسه قد التوى عنقه، لكن إلى صوب مولانا لما ينتظر، وفي الحديث:(استعينوا على كل صنعة بصالح أهلها) ، وهذا في صنعة البندق هو الصالح الفاسد، وله في كثرة رمي البندق ما لا تنكره الحاسة، وأعجب الأشياء أن اللحم بعده قد قل، ومع هذا الحمص كاسد، وعلى هذا فقد طالت على هذا الشيخ الصالح كما تقدم الخلوة، فقد نضج الحمص، وأما السلق الذي دقوا به قفاه، فبعد عليه غلوه، وقد مزقوا جلده أضعاف ما قدّ لعلائق جراوته من السيور، ودقّ دقا ناعما مثل القضامة «٢» وجعل في معالف الطيور، ولا يرد المولى له الشفيع المشفع، ويخفف ما به، فكله حتى عين قوسه بكاء ما يجف لها مدمع.