ابني سيد، وإني عنه لفي غفلة، فولاه عهده. وتذاكر هو ورجل كان يأنسه الملاذ، فقال سليمان: والله لقد أكلنا الطيب، ولبسنا اللين، وامتطينا الصافن، وأتينا العذراء، فلم يبق من لذتي إلا صديق أطرح فيما بيني وبينه مؤونة التحفظ. وضم سليمان عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود إلى ابنه أيوب، فأتاه فحجبه، فجلس في بيته، فعتب أيوب عليه، فعاتبه عون، فغضب وشكاه إلى أبيه ولامه، فقال: ضممتني إلى رجل إن أتيته حجب، وإن جلست عنه عتب، وإن عاتبته غضب.
وكان سليمان يؤتى في كل يوم صلاة الغداة بعشر رقاقات وخروفين عظيمين ودجاجتين سمينتين، فيأكل ذلك كله [لم] يخل فيه مرى. وحجّ سليمان، فقال لقيّمه على طعامه: اطعمني من خرفان المدينة، أو قال من جدائها، ودخل الحمام ثم خرج، وقد شوي له أربعة وثمانون خروفا، أو جديا، فجعل القيّم يأتيه بواحد واحد فيتناول جرما جزّه، ويضرب بيده إلى شحم كليته، فأكل أربعة وثمانين جرما زجه بشحم أربعة وثمانين كلية، ثم قال: ادع يا غلام عمر بن عبد العزيز، وأذن للناس، ووضع الطعام فأكل معهم كما أكلوا. وأتى الطائف، فلقيه ابن أبي زهير الثقفي، رجل من أهلها، فسأل أن ينزل عليه، قال:
إني أخاف أن أنهمك، قال: قد رزق الله خيرا كثيرا، فنزل عليه، فجعل يأتيه من حائطه وهو فيه بخمس رمانات خمس رمانات، حتى أكل مائة وسبعين رمانة، ثم أتي بخروف وست دجاجات، فأكل، ثم أتي بمكوك «١» زبيب فأكله ثم وضع الطعام فأكل وأكل الناس، وفتح ابن أبي زهير أبواب الحيطان، فأكل الناس من الفاكهة، فقال سليمان: قد أضررنا بالرجل، وأقام بالطائف سبعا ثم صار إلى مكة، فقال: الحقني، فلم يفعل، فقيل له لو لحقته، قال: أقول ماذا،