وقال المدائني: كتب سليمان بن هشام إلى أبيه: إن بغلتي عجزت عني، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر لي بدابة، فكتب إليه:«قد فهم أمير المؤمنين كتابك، وقد ظن أمير المؤمنين أن عجز بغلتك عنك من قلة تعهدك لها، وإن علفها يضيع، فتعهد دابتك وقم عليها، وسيرى أمير المؤمنين رأيه في حملانك إن شاء الله، والسلام» . وقال: كتب بعض عمال هشام إليه: قد بعثت إلى أمير المؤمنين بسلة فيها درّاقن، يعني الخوخ، فليكتب إليّ بوصولها، فكتب إليه:«قد بلغ أمير المؤمنين كتابك، ووصل إليه الدراقن وأعجبه، فزد أمير المؤمنين منه واستوثق من الوعاء الذي توعيه إياه، والسلام» . قال: وكتب إلى بعضهم: «قد أتت أمير المؤمنين الكمأة التي بعثت بها إليه، وهي خمسون، وقد تغير بعضها، ولم يؤت ذلك إلا من قبل حشوها، فاذا بعثت إلي أمير المؤمنين بشىء من الكمأة، فأجد الحشو في طرفه بالرمل حتى لا يضطرب، ولا يصيب بعضها بعضا إن شاء الله» .
قال: وقال الأبرش، وهو سعيد بن الوليد بن عبد عمرو، لهشام وكان جليسه وأنيسه: يا أمير المؤمنين، لو ينادي رجل في عرض الناس: يا مفلس، فسمع رجل من جلسائك نداه، ما ظن أنه عني غيره. ودخل أبو النجم العجلي «١» على هشام فقال له: كيف رأيك في النساء؟ قال: ما لي عندهن خبر، ولا لهن عندي خبر فقال: ما ظنك بأمير المؤمنين، قال: مثل ظني بنفسي، فبعث هشام إلى جواريه فأخبرهن بما قال أبو النجم، فقلن: كذب عدو