بمشهده، واستناب يده له عن يده، وقام لديه مؤمن بن سعيد «١» منشدا:
[الطويل]
تهلّل بطن الأرض لما ثوى بها ... إمام الهدى الثاوي بها بطن ملحد
وزلزلها موت الإمام وفقده ... فقال لها الله اسكني بمحمّد [ص ٣١٨]
ثم كان من أكثر القوم تأنيا، وأوفر لما في النفوس تمنيا، وصفا العيش في ظل خلافته، وكفى المسىء اعتذارا فضل رأفته، وكان له في مدته الآثار الجميلة، والفتوح العظيمة، والعناية التامة بمصالح المسلمين، والاهتمام بالثغور وحفظ الأطراف، والتحرز من قبل البحر.
قال الرازي: كانت لا تجري في بحره جارية إلا عن معرفته. قال: وهو الذي قسم مراتب أهل الخدمة، وإعلاء رتبة الوزارة، ورجّح أهل الشام على أهل الأندلس، وأعلى رتبة الوزراء منهم في الجلوس، انتهى كلامه.
قال صاحب المقتبس: وزاد في توسعة الجامع بقرطبة، فقال العباس بن فرناس «٢» :