للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أم الجياد أحضرت بلا عنق ... تطلب عند البعد ثارا بحنق

وطارت الحصباء عنهن فلق ... وثار مجموع الغبار وافترق

يرفع ثوب الصدع من ثوب الغسق ... لو خطرت على لياه لاحترق «١»

من لهب الشدّ وحر المنطلق ... حتى إذا ما سكبت ماء العرق

وسرن سير الطير ينفضن اللثق ... قد بلغت من زيد أسنى البلق «٢»

وانغمس الأدهم في لون نهق ... كالورق المنسوج أمثال الورق «٣»

وماح منهن اللواء والتصق ... وازدحمت فيه عليهن الحدق «٤»

من زمن لو سابق الريح سبق ... طرف كلحظ الطّرف أوهى فرتق

أو لحظة البرق مع الريح برق ... أو خطفة الجني للسمع استرق

أو سرعة الطيف إذا الطيف طرق ... من نازح يعدي الكرى على الأرق

لعبشمي كان بالسبق أحق ... كأنما غرته نور الفلق

نواله في الناس فيض ودفق ... ممسكه من كل نفس برمق

للمرتجي أمن وللمال فرق ... وبأسه أشبه شىء بالصعق

إذا تدافعن الرماح والدرق ... كأنما ماذيه إذا نطق

يبثّ في الناس أفانين العبق ... مستنصر بالله يرعى من خلق

لخيله فضل على الخيل نسق ... كفضل ما بين الملوك والسوق

وحكى صاحب المقتبس عن المستنصر هذا سعادة فيما يطلبه من الأمور، وما عقد له به لواء الظفر والتأييد، وأنشد كثيرا مما مدح به في وقائعه التي كان له

<<  <  ج: ص:  >  >>