للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرشد من الولاية ولاها نصر أخاه الصغير سلطان الدولة بن عليّ «١» ، واستمر مرشد مع أخيه سلطان على أجمل صحبة مدة من الزمان، وكان لمرشد عدة أولاد نجباء ولم يكن لسلطان ولد، ثم جاء لسلطان الأولاد فخشي عليهم من أولاد أخيه مرشد، وسعى المفسدون بين مرشد وسلطان فتغير كلّ منهما على صاحبه، فكتب سلطان إلى أخيه مرشد أبياتا يعاتبه، وكان مرشد عالما بالأدب والشعر، فأجابه مرشد بقصيدة طويلة منها «٢» : (الطويل)

شكت هجرنا والذنب في ذاك ذنبها ... فيا عجبا من ظالم جاء شاكيا

وطاوعت الواشين فيّ وطالما ... عصيت عذولا في هواها وواشيا

ومال بها تيه الجمال إلى القلى ... وهيهات أن أمسي لها الدهر قاليا

ولما أتاني من قريضك جوهر ... جمعت المعالي فيه [لي] «٣» والمعانيا

وكنت هجرت الشعر حينا لأنّه ... تولى برغمي حين ولى شبابيا

وقلت: أخي يرعى بنيّ وأسرتي ... ويحفظ عهدي فيهم وذماميا

فمالك لما أن حنى الدهر صعدتي ... وثلّم مني صارما كان ماضيا

تنكرت حتى صار برّك قسوة ... وقربك مني «٤» جفوة وتنائيا

(٢٨) على أنني ما حلت عما عهدته ... ولا غيرت هذي السنون وداديا

وكان الأمر بين مرشد وأخيه سلطان فيه تماسك إلى أن توفي مرشد سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة، فأظهر سلطان التغير على أولاد أخيه مرشد،

<<  <  ج: ص:  >  >>