فلما تولى العادل بن الصالح الوزارة كتب إلى شاور بالعزل، فجمع شاور جموعه وسار نحو العادل إلى القاهرة فهرب العادل فطرد شاور وراءه وأمسكه وقتله «١»
وانقضت بمقتله دولة بني رزّيك.
واستقر شاور في الوزارة وتلقب أمير الجيوش، وأخذ أموال بني رزّيك وودائعهم.
ثم إن أبا الأشبال [ضرغاما]«٢» جمع جمعا ونازع شاور في الوزارة في شهر رمضان، وقوي على شاور، فانهزم شاور إلى الشام مستنجدا بنور الدين (٤٠) ولما تمكن ضرغام من الوزارة قتل كثيرا من الأمراء المصريين لتخلو له البلاد فضعفت الدولة لهذا السبب حتى خرجت البلاد من أيديهم.
وفيها في العشرين من جمادى الآخرة، توفي عبد المؤمن بن علي صاحب بلاد المغرب وأفريقية والأندلس، وكان قد سار من مراكش إلى سلا، فمرض بها ومات.
ولما حضر الموت جمع جيوش الموحدين وقال لهم: قد جربت ابني محمدا فلم أجده يصلح لهذا الأمر، وإنما يصلح له ابني يوسف فقدموه وبايعوه، ودعي بأمير المؤمنين، واستقرت قواعد ملكه.
وكانت مدة ولاية عبد المؤمن ثلاثا وثلاثين سنة وشهورا، وكان حازما، سديد الرأي، حسن السياسة للأمور، كثير سفك الدم على الذنب الصغير، وكان يعظم أمر الدين ويقويه، ويلزم الناس بالصلاة، بحيث إنه من رؤي في