الأعلاق والكتب والتحف (٥٦) فمن ذلك الحبل الياقوت، وكان وزنه سبعة عشر درهما [أو سبعة عشر مثقالا]«١» ، قال ابن الأثير في «الكامل» :
أنا رأيته ووزنته، ومما حكي أنه كان بالقصر طبل للقولنج إذا ضرب به الإنسان ضرط فكسر ولم يعلموا به إلا بعد ذلك، ونقل [صلاح الدين أهل]«٢»
العاضد إلى موضع من القصر، ووكل بهم من يحفظهم، وأخرج جميع من فيه من عبد وأمة فباع البعض وعتق البعض ووهب البعض، وخلا القصر من سكانه كأن لم يغن بالأمس، ولما اشتد مرض العاضد أرسل إلى صلاح الدين يستدعيه، فظن ذلك خديعة فلم يمض إليه، فلما توفي علم صدقه، وندم على تخلفه عنه، وجميع مدة خلافتهم من حين ظهر المهدي بسجلماسة في ذي الحجة سنة ست وتسعين ومئتين «٣» إلى أن توفي العاضد في هذه السنة سنة سبع وستين وخمس مئة، مئتان واثنتان وسبعون سنة تقريبا، وهذا دأب الدنيا لم تعط إلا واستردت، ولم تحل إلا وتمررت، ولم تصف إلا وتكدرت، بل صفوها لا يخلو من الكدر.
ولما وصل خبر الخطبة العباسية بمصر إلى بغداد ضربت البشائر ستة أيام، وسيرت الخلع مع عماد الدين صندل «٤» وهو من خواص الخدم المقتفوية إلى نور الدين وصلاح الدين والخطباء، وسيرت الأعلام السود «٥» .
وكان العاضد قد رأى مناما أن عقربا خرجت من مسجد بمصر معروف ذلك