وكان في زمن قصيّ بن كلاب، فاجتمع مع قصيّ بالطائف على شرب، فأسكره قصيّ، وخدعه واشترى منه مفاتيح الكعبة بزقّ خمر، وأشهد عليه، وتسلم المفاتيح، وأرسل ابنه عبد الدار بن قصيّ بها إلى مكة، فلما وصل إليها رفع صوته، وقال:
يا معاشر قريش هذه مفاتيح بيت أبيكم إسماعيل قد ردّها الله عليكم من غير عار ولا ظلم، فلما صحا الخزا (عيّ) ندم حيث لا تنفعه الندامة، فقيل:" أخسر من بني غبشان"«١» ، وأكثرت الشعراء القول في (٧) ذلك، فمنه:(البسيط)
باعت خزاعة بيت الله إذ سكرت ... بزقّ خمر فبئست صفقة البادي
باعت سدانتها بالنّزر وانصرفت ... عن المقام وظلّ البيت والنّادي
وجمع قصيّ أشتات قريش، وأخرج خزاعة من مكة.
ومن خزاعة بنو المصطلق «٢» الذين غزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم «٣» .
وأما بارق «٤» ، فهم من ولد عمرو مزيقياء الأزدي، نزلوا جبلا بجانب اليمن يقال له بارق فسمّوا به «٥» .