القلعة وليس بين القلعة والربض إلا خندق خشب «١» ، وقصد السلطان أن يطمه فلم يمكنه لكثرة المقاتلة فجمعت الفرنج فارسها وراجلها وقصدوه فلم يمكن السلطان إلا الرحيل، فرحل [عن الكرك وسار]«٢» إليهم وأقاموا في أماكن وعرة، وأقام السلطان قبالتهم وسار من الفرنج جماعة ودخلوا الكرك فعلم بامتناعه عليه، فسار إلى نابلس وأحرقها ونهب ما بتلك النواحي وقتل وسبى فأكثر، فسار إلى صبصطية «٣»(٨٤) وبها مشهد زكريا فاستنفذ من بها من أسرى المسلمين، ثم سار إلى جينين وعاد إلى دمشق.
وفيها، مات قطب الدين إلغازي بن نجم الدين ألبي بن حسام الدين تمرتاش ابن إلغازي بن أرتق «٤» صاحب ماردين وقد تقدم في سنة سبع [وأربعين]«٥»
وخمس مئة ملك ألبي بن تمرتاش»
، وبقى ألبي في ملك ماردين حتى مات وملك ولده قطب الدين إلغازي، ولما مات إلغازي المذكور كان له أولاد أطفال، فأقيم في الملك بعده ولده حسام الدين يولق أرسلان، وقام بتدبير المملكة مملوك والده نظام الدين ألبقش «٧» حتى كبر يولق أرسلان، وكان به هوج وخبط فمات يولق «٨» وأقام [ألبقش]«٥» بعد [٥]«٥» أخاه [الأصغر]«٥» أرتق أرسلان ولقبه