فسلط الله على الألمان الغلاء والوباء فهلك أكثرهم في الطريق، ولما وصل ملكهم (١٠٠) إلى بلاد الأرمن نزل في نهر هناك يغتسل فهلك غرقا، وأقاموا ابنه «١»
مقامه فرجع من عسكره طائفة إلى بلادهم، وطائفة اختارت أخا ابن الملك المذكور فرجعوا مع ابن الملك «٢» ، ووصل مع ابن الملك المتولي أولا إلى فرنج عكّا ألف مقاتل وكفى الله المسلمين شرهم، وبقي السلطان وفرنج عكّا يتناوشون القتال إلى العشرين من جمادى الآخرة فخرجت الفرنج بالفارس والراجل من خنادقهم وأزالوا الملك العادل عن موقفه وكان معه عسكر مصر، فعطف عليهم المسلمون وقتلوا من الفرنج قريب عشرة آلاف فارس فرجعوا إلى خنادقهم، وحصل للسلطان مغص فانقطع في خيمة صغيرة ولولا ذلك كانت الفيصلة، ولكن إذا أراد الله أمرا فلا مرد له.
وفيها، لما قوي الشتاء واشتدت الرياح، أرسل الفرنج [المحاصرون عكّا]«٣»
مراكبهم إلى صور خوفا أن تنكسر فانفتحت الطريق إلى عكّا في البحر، وأرسل السلطان إليها البذل فكان العسكر الذين خرجوا منها أضعاف الواصلين إليها فحصل التفريط لذلك.
وفيها، [في]«٤» ثامن شوال، توفي زين الدين يوسف بن زين الدين علي كوجك «٥» صاحب إربل، وكان مع السلطان بعسكره، ولما مات أقطع السلطان