عشر نفرا متنكرا خوفا من أصحاب عمه العادل فإن غالب تلك البلاد كانت له، فوصل بلبيس خامس ربيع الآخر، ثم سار الملك الأفضل إلى القاهرة فخرج الملك المنصور بن العزيز للقائه فترجل عمه الملك الأفضل ودخل بين يديه إلى دار الوزارة وهي كانت مقر السلطنة، ولما وصل الملك الأفضل إلى بلبيس التقاه العسكر فتنكر منه فخر الدين جهاركس وفارقه فتبعه عدة من العسكر وساروا إلى الشام وكاتبوا الملك العادل وهو محاصر ماردين، وأرسل الملك الظاهر إلى أخيه الملك الأفضل يشير [عليه]«١» بقصد دمشق وأخذها من عمه الملك العادل وأن ينتهز الفرصة لاشتغال العادل بحصار ماردين، فبرز الملك الأفضل من مصر وسار إلى دمشق، وبلغ الملك العادل [مسيره]«٢» إلى دمشق فترك على ماردين ولده الملك الكامل «٣» ، وسار الملك العادل وسبق الأفضل إلى دمشق فدخلها قبل نزول الأفضل على دمشق ثالث عشر شعبان هذه السنة، وزحف من الغد على البلد، وجرى بينهم قتال، وهجم بعض عسكره إلى المدينة حتى وصلوا إلى باب البريد ولم يمدهم العسكر، فتكاثر أصحاب الملك العادل وأخرجوهم من البلد ثم (١٣١) تخاذل العسكر فتأخر الأفضل إلى ذيل عقبة الكسوة، ثم وصل إلى الملك الأفضل أخوه الظاهر صاحب حلب، فعاد إلى مضايقة دمشق ودام الحصار عليها وقلت الأقوات عند الملك العادل وعلى أهل دمشق وأشرف الأفضل والظاهر على أخذ دمشق وعزم العادل على تسليم البلد لولا ما حصل بين الأخوين الأفضل والظاهر من الخلف، وخرجت السنة وهم على ذلك، وكان منهم ما سنذكره «٤» إن شاء الله تعالى.