القلعة، فرحل عنها الملك الظاهر وتوجه إلى حماة وحاصرها لثلاث بقين من شعبان هذه السنة، ونزل شمالي البلد وشعّث التربة للتقوية وبعض البساتين، وزحف من جهة الباب الغربي وقاتل قتالا شديدا، ثم زحف في آخر شعبان من الباب الغربي والباب القبلي وباب العميان وجرى بينهم قتال شديد وجرح الملك الظاهر بسهم في ساقه، واستمر الحرب إلى أيام من رمضان، فلما لم يحصل على غرض صالح الملك المنصور على مال حمله إليه فقيل إنه ثلاثون ألف دينار صورية، ثم رحل الملك الظاهر إلى دمشق وبها الملك المعظم بن الملك العادل «١»
فنازلها الملك الظاهر هو وأخوه الملك الأفضل، وانضم [إليهما]«٢» فارس الدين ميمون القصري صاحب نابلس ومن وافقه من الأمراء الصلاحية، واستقرت القاعدة بين الأخوين (١٣٨) الأفضل والظاهر أنهما متى تملكا دمشق يتسلمها الملك الأفضل ثم يسيران إلى الملك العادل بمصر فيأخذاها منه ويتسلمها الأفضل، وتسلم دمشق حينئذ إلى الملك الظاهر صاحب حلب بحيث تبقى مصر للملك الأفضل ويصير الشام جميعه للظاهر، وكان قد تخلف من الأمراء الصلاحية عنهما فخر الدين جهاركس وزين الدين قراجا «٣» ، فأرسل الملك الأفضل وسلم صرخد إلى زين الدين قراجا، ونقل الأفضل والدته وأهله إلى عند