للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى.

وفيها، أرسل العادل إلى ولده الأشرف وأمره بحصار ماردين فحصرها وضايقها، ثم سعى الملك الظاهر إلى العادل في الصلح فأجاب على أن يحمل صاحب ماردين مئة ألف وخمسين ألف دينار، ويخطب له ببلاده، ويضرب السّكّة باسمه، ويكون بخدمته متى طلبه، فأجيب إلى ذلك واستقر الصلح عليه.

وفيها، أخرج الملك العادل الملك المنصور محمد بن (١٤٣) الملك العزيز من مصر إلى الشام، فسار بوالدته وأقام بحلب عند عمه الملك الظاهر.

وفيها، سار الملك المنصور صاحب حماة إلى بعرين مرابطا للفرنج وأقام بها، وكتب الملك العادل إلى صاحب بعلبك وإلى صاحب حمص بإنجاده، واجتمعت الفرنج من حصن الأكراد وطرابلس وغيرها وقصدوا الملك المنصور ببعرين، واتقعوا معه في ثالث شهر رمضان هذه السنة واقتتلوا فانهزم الفرنج، وقتل وأسر من خيالتهم جماعة، وكان يوما مشهودا، وفي ذلك يقول بهاء الدين أسعد بن يحيى السّنجاري «١» قصيدة منها: (البسيط)

ما لذة العيش إلّا صوت معمعة ... تنال فيها المنى بالبيض والأسل

يأيها الملك المنصور نصح فتى ... لم يلوه عن وفاء كثرة العذل

اعزم ولا تترك الدنيا بلا ملك ... وجدّ والملك محتاج إلى رجل

يا أوحد العصر يا خير الملوك ومن ... فاق البرية من حاف ومنتعل

ثم خرج من حصن الأكراد والمرقب الإسبتار، وانضم إليهم جموع من

<<  <  ج: ص:  >  >>