ويتقاسموا مالي، فأجابه الخطائي إلى ذلك، فقال له ابن مسعود: اشتهي أن تبعث غلامي هذا مع رسولك ليصدقوه فأجابه إلى ذلك، وراح خوارزم شاه مع ذلك الشخص حتى قرب من خوارزم فرجع الخطائي واستقر خوارزم شاه في ملكه، وتراجع إليه عسكره.
وكان لخوارزم شاه أخ يقال له علي شاه بن تكش «١» وكان نائب أخيه بخراسان فلما بلغه عدم أخيه في الوقعة مع الخطا دعا إلى نفسه بالسلطنة، واختلف الناس بخراسان وجرى فيها فتن كثيرة.
فلما عاد خوارزم شاه محمد إلى ملكه خاف أخوه علي شاه، فسار إلى غياث الدين محمود بن غياث الدين محمد ملك الغورية فأكرمه غياث الدين وأقام علي شاه عنده بفيروز كوه، ولما استقر خوارزم شاه في ملكه وبلغه ما فعله أخوه علي شاه جهز عسكرا لقتال غياث الدين محمود الغوري، فسار العسكر إلى فيروز كوه مع مقدم اسمه أمير ملك وبلغ ذلك محمودا، فأرسل يبذل الطاعة ويطلب الأمان فأعطاه أمير ملك الأمان، وخرج محمود وعلي شاه من فيروز كوه إلى أمير ملك فقبض عليهما، وأرسل يعلم خوارزم شاه بالحال، فأمره بقتلهما فقتلهما في يوم واحد، واستقامت خراسان كلها لخوارزم شاه بن تكش، وذلك سنة خمس وست مئة.
وهذا غياث الدين محمود بن (١٥٦) غياث الدين محمد بن سام بن الحسين هو آخر الملوك الغورية «٢» ، وكانت دولتهم من أحسن الدول، وكان هذا محمود كريما عادلا، رحمه الله تعالى.