عشرة سنة، وذلك لمضيّ مئة سنة من عمر إبراهيم، فمن سكنى إسماعيل عليه السلام مكة إلى الهجرة ألفان وسبع مئة وثلاث وتسعون سنة، وكان هناك قبائل جرهم، فتزوج إسماعيل منهم امرأة، وولدت له اثني عشر ولدا ذكرا فمنهم قيدار، وماتت هاجر ودفنت بالحجر «١» ، ومات إسماعيل ودفن معها، وقد اختلف المؤرخون كثيرا في أمر ملك جرهم على الحجازيين وبني إسماعيل، فمن قائل: الملك على الحجازيين في جرهم ومفتاح الكعبة في ولد إسماعيل، ومن قائل إنّ قيدار توّجته أخواله، وعقدوا له الملك عليهم بالحجاز، وأما سدانة البيت ومفاتيحه فكانت مع بني إسماعيل بغير خلاف حتى انتهى ذلك إلى نابت من بني إسماعيل، فصارت السّدانة بعده لجرهم، ويدلّ على ذلك قول عامر بن الحارث الجرهمي «٢» من قصيدته منها: (الطويل)
وكنّا ولاة البيت من بعد نابت ... نطوف بذاك البيت والأمر ظاهر
كأن لم يكن بين الحجون «٣» إلى الصّفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر
بلى نحن كنّا أهلها فأبادنا ... صروف الليالي والجدود العواثر
ثم ولد لقيدار ابنه حمل، ثمّ ولد لحمل نبت، ويقال: نابت، وقيل: هو ابن قيدار، وقيل: ابن إسماعيل، وفي ذلك خلاف.