[على بلاد ما وراء النهر ثم تبع خوارزم شاه محمدا وهو هارب بين يديه حتى دخل بحر طبرستان «١» ثم استولى جنكز خان] «١» على البلاد، ثم كان من خوارزم شاه ومن جنكز خان ما سنذكره «٢» إن شاء الله تعالى.
(١٧٦) وفي هذه السنة حلّف الملك المنصور صاحب حماة للناس لولده الملك المظفر نور الدين محمود، وجعله ولي عهده، وجهز له عسكرا إلى الملك الكامل بمصر، فسار إليه، ولما وصل إلى الملك الكامل أكرمه وأنزله في ميمنة عسكره، وهي منزلة أبيه وجده في الأيام الناصرية الصلاحية، وبعد توجه الملك المظفر ماتت والدته ملكة خاتون بنت الملك العادل «٣» ، قال القاضي جمال الدين مؤلف «مفرج الكروب» :
وحضرت العزاء وعمري اثنتا عشرة سنة، ورأيت الملك المنصور وهو لابس الحداد على زوجته هذه، وهو ثوب أزرق وعمامة زرقاء، وأنشد الشعراء المراثي، فمنها قصيدة قالها حسام الدين خشترين «٤» وهو جندي كردي مطلعها:
(البسيط)
الطرف في لجّة والقلب في سعر ... له دخان زفير طار بالشّرر
وفيها في لبس الملك المنصور الحداد عليها:
ما كنت أعلم أنّ الشمس قد غربت ... حتى رأيت الدجى ملقى على القمر