حبانا إله الخلق فتحا بدا لنا ... مبينا وإنعاما وعزا مؤيّدا
تهلّل وجه الدهر بعد قطوبه ... وأصبح وجه الشرك بالظلم أربدا
ولما طغى البحر الخضمّ بأهله ال ... طغاة وأضحى بالمراكب مزبدا
أقام لهذا الدين من سلّ عزمه ... فكان كما سلّ الحسام مجرّدا
فلم ينج إلا كلّ شلو مخذل ... ثوى منهم أو من تراه مقيّدا
ونادى لسان الموت في الأرض رافعا ... عقيرته في الخانقين ومنشدا
أعبّاد عيسى إنّ عيسى برغمكم ... وموسى جميعا يخدمان محمّدا
فبهت الذي كفر، وكان ذلك طرار ذلك الظفر، وأحازه الملك الكامل بكل بيت ألفا، وكذلك فعل المعظم والأشرف.
ثم سار الملك الكامل ودخل دمياط ومعه إخوته وأهل بيته، وكان يوما مشهودا، ثم توجه إلى القاهرة (١٨٧) وأذن للملوك من إخوته وأهل بيته بالرجوع إلى بلادهم، فتوجه الملك الأشرف وانتزع الرّقّة من محمود [وقيل اسمه عمر]«١» بن قطب الدين محمد بن عماد الدين زنكي بن مودود بن زنكي بن آقسنقر، ولقي بغيه على أخيه، فإنا ذكرنا كيف وثب على أخيه فقتله وأخذ سنجار «٢» ثم أقام الملك الأشرف بالرّقّة وورد إليه الملك الناصر صاحب حماة فأقام عنده مدة ثم عاد إلى بلده.
وفيها، توفي الملك الصالح ناصر الدين محمود بن محمد بن قرا أرسلان بن سقمان بن أرتق «٣» صاحب آمد وحصن كيفا بالقولنج، وقام في الملك بعده