وفيها، قصد الملك المعظم عيسى صاحب دمشق حماة لأن الملك الناصر صاحب حماة قد التزم له بمال يحمله إليه إذا ملك حماة»
فلم يف له فقصد المعظم حماة فنزل بقيرين وغلقت أبواب حماة فجرى بينهم قتال قليل.
ثم رحل المعظم إلى سلميّة فاستولى على أموالها وحواصلها وولى عليها من جهته. ثم سار إلى المعرة فاستولى عليها وأقام أميرا من جهته واليا عليها وقرر أمورها، وعاد إلى سلميّة فأقام بها حتى خرجت هذه السنة على قصد منازلة حماة.
وفيها حج من اليمن الملك المسعود يوسف الملقب أطسز، وتسميه العامة آقسيس، وكان قد استولى على اليمن سنة اثنتي عشرة وست مئة، وقبض على سليمان شاه بن شاهنشاه بن عمر بن شاهنشاه بن أيوب «٢» ، وحج في هذه السنة، فلما وقف الملك المسعود هذه السنة بعرفة، وتقدمت أعلام الخليفة الإمام الناصر لترفع على الجبل [تقدم]«٣» الملك المسعود بعساكره ومنع ذلك، وأمر بتقديم أعلام أبيه السلطان الملك الكامل على أعلام الخليفة، فلم يقدر أصحاب الخليفة على منعه من ذلك، ثم عاد الملك المسعود إلى اليمن، وبلغ ذلك الخليفة فعظم عليه، وأرسل يشكو إلى الملك الكامل فاعتذر (١٩٠) عن ذلك فقبل عذره، وأقام الملك المسعود باليمن مدة يسيرة ثم عاد إلى مكة ليستولي عليها فقاتله حسن بن قتادة فانتصر الملك المسعود وانهزم ابن قتادة، واستقرت مكة للملك المسعود وولى عليها وذلك في ربيع الأول سنة عشرين وست مئة [ثم